«الرقمنة».. بداية النهاية لعشوائية الحافلات السياحية

Ad

أصبح تطوير الخدمات وتبنى التقنيات الحديثة أمرًا لا غنى عنه لضمان استدامة ونمو فى الوجهات السياحية العالمية، وتبنى التقنيات الحديثة فى قطاع النقل السياحى ليس مجرد خيار، بل ضرورة حتمية لتحقيق التميز والنجاح فى هذا القطاع الحيوى.

أجمع عدد من أصحاب شركات النقل السياحى على ضرورة تحديث قطاع النقل السياحى لمواكبة التطورات التكنولوجية والتطلعات المتزايدة للسائحين، رغم الإمكانات السياحية الهائلة التى تتمتع بها مصر، إلا أن قطاع النقل السياحى يواجه تحديات عديدة، منها قدم الأسطول وتدنى جودة الخدمات.

دعا عاملون فى القطاع السياحى إلى توفير وسائل نقل حديثة ومريحة، وحلول مبتكرة لحجز التذاكر وتتبع الرحلات، وتطبيقات ذكية توفر معلومات فورية حول الجداول الزمنية والأسعار، إذإن الاستثمار فى التكنولوجيا وتدريب العاملين على التعامل مع السائحين بشكل احترافى يساهم بشكل كبير فى تحسين تجربة الزوار، وتعزيز صورة مصر كوجهة سياحية عالمية، وزيادة الإقبال على السياحة المصرية.

فى البداية، دعا كريم غازي، رئيس مجلس إدارة شركة إيرباص تورز للنقل السياحي، إلى إنشاء نظام إلكترونى خاص بالمركبات السياحية فى مصر، يهدف هذا النظام إلى تنظيم القطاع ومكافحة الشركات غير المرخصة التى تعمل بسيارات غير مسجلة، بما يضمن سلامة وأمان السياح.

وأشار إلى أن الدعوة بسبب تزايد المخاوف من تأثير الأنشطة غير المرخصة على جودة الخدمات السياحية فى مصر، وتأثيرها السلبى على سمعة البلاد كوجهة سياحية عالمية.

كما طالب غازى بتحسين البنية التحتية للطرق السياحية فى مصر، وذلك بهدف تسهيل حركة السياح وتوفير تجربة سفر أكثر راحة ومتعة، معربًا عن تفاؤله بزيادة أعداد السياح فى الفترة المقبلة.

شدد على ضرورة سعى قطاع النقل السياحى إلى مواكبة التطورات العالمية، وتحقيق أعلى معايير الجودة والسلامة، بما يساهم فى تعزيز مكانة مصر على خريطة السياحة العالمية.

أكد وائل زعير، عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، أن قطاع النقل السياحى يشهد تحديات كبيرة مع بداية الموسم الجديد، وذلك بسبب ارتفاع أسعار الوقود، منوهًا إلى أن الزيادة الأخيرة أثرت بشكل مباشر على تكاليف التشغيل، ما اضطر شركات النقل إلى زيادة أسعار خدماتها.

وأضاف أن الشركات تعمل حاليًا على تطوير خدماتها وتبنى التقنيات الحديثة، وذلك بهدف تحسين تجربة السائح والتعامل مع التحديات التى يواجهها القطاع، مؤكدًا أهمية التحول الرقمى فى قطاع النقل السياحي.

وأشار زعير إلى أن الشركات العاملة فى هذا المجال تبذل جهودًا كبيرة لتبنى التقنيات الحديثة، لافتًا إلى أن الرقمنة والشق التقنى أمر لا مفر منه، إذ يتجه العالم كله نحو هذا التحول.

وأوضح أن معظم الشركات العاملة فى مجال النقل السياحى لم تستطع تعديل أسعار خدماتها خلال الموسم الماضي، وذلك بسبب التزاماتها بتعاقدات سابقة مع السياح، خاصة الأجانب، فمعظم العقود كانت قد تم إبرامها قبل ارتفاع الأسعار، مما وضع الشركات فى موقف محرج.

وأكد عضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، الأهمية البالغة تبنى أحدث التقنيات فى قطاع النقل السياحي، مشددًا على دورها المحورى فى الارتقاء بتجربة السائح، وتعزيز سلامته.

وقال زعير: “إن توفير وسائل نقل حديثة وآمنة، إلى جانب حلول مبتكرة لحجز التذاكر وتتبع الرحلات، وتطبيقات ذكية تقدم معلومات فورية حول المواعيد والأسعار، من شأنه أن يحدث نقلة نوعية فى تجربة السائح، ويجعلها أكثر سهولة ويسرًا، بما ينعكس إيجابًا على مستوى رضاه عن الخدمات المقدمة”.

وأضاف أن استخدام التقنيات الحديثة فى مراقبة وتتبع المركبات، وتوفير أنظمة أمان متطورة، وتدريب السائقين على أحدث معايير السلامة، يساهم بشكل كبير فى تعزيز سلامة وأمان السياح، ويمنحهم شعورًا بالاطمئنان والثقة أثناء تنقلهم فى ربوع مصر.

وأشار زعير إلى أن هذه الخطوات التكنولوجية من شأنها أن تسهم فى تعزيز صورة مصر كوجهة سياحية آمنة وجاذبة، وتشجع المزيد من السياح على زيارتها، بما يعود بالنفع على الاقتصاد الوطني.

وفى سياق متصل، طالب أيمن عبد اللطيف، رئيس شركة داون تاون وعضو الاتحاد المصرى للغرف السياحية، بضرورة تطوير قطاع النقل السياحى فى مصر، مع التركيز على الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة والمركبات الكهربائية.

وقال إن القطاع السياحى يشهد تطورات متسارعة، وتتطلب هذه التطورات تطويرًا موازيًا فى قطاع النقل السياحي، وذلك من خلال الاستفادة من التكنولوجيا الحديثة التى تسهل عمليات الحجز والتعامل مع المركبات، وتوفر راحة أكبر للسائقين والركاب.

وأكد عبد اللطيف أن الاستثمار فى المركبات الكهربائية يعد خطوة مهمة نحو مستقبل أكثر استدامة، خاصة فى المناطق السياحية الشهيرة مثل الأهرامات، مقترحًا أن تقوم الدولة بتوفير 500 مركبة كهربائية جديدة للعمل فى منطقة الأهرامات، مشيرًا إلى أن ذلك سيساهم فى تحسين الصورة السياحية لمصر، وتوفير تجربة سياحية فريدة للسائحين.

وقال عبد اللطيف وجود مركبات كهربائية حديثة فى منطقة الأهرامات سيجعل هذه المنطقة أكثر جاذبية للسياح، وسيساهم فى حماية البيئة، وتقليل الانبعاثات الكربونية.

وأضاف أن هذا المقترح يساعد أيضًا فى تنظيم حركة المرور فى منطقة الأهرامات، وتوفير فرص عمل جديدة للشباب، مؤكدًا أن تطوير قطاع النقل السياحى يعد أمرًا ضروريًا لتعزيز مكانة مصر.

ولفت إلى أن تبنى حلول نقل صديقة للبيئة، مثل استخدام المركبات الكهربائية أو الهجينة، وتشجيع استخدام وسائل النقل الجماعي، يساهم فى تقليل الانبعاثات الكربونية والحفاظ على البيئة، ما يعزز صورة الوجهة السياحية كجهة مسؤولة بيئيًا.

ومن جانبه، قال محمود رجب، المدير التنفيذى لشركة رانكو للنقل السياحي، إن توقف موسم العمرة يمثل ضربة قوية لقطاع النقل السياحي، إذ إن هذا الموسم يمثل جزءًا كبيرًا من أعمال الشركات العاملة فى هذا المجال.

وأضاف أن تأخر إصدار الضوابط الخاصة بالعمرة يزيد من حالة عدم اليقين لدى الشركات، ويؤثر سلبًا على تخطيطها المستقبلي، وتحدث رجب عن تأثير التطبيقات التكنولوجية مثل أوبر وكريم على سوق النقل السياحي، مشيرًا إلى أن هذه التطبيقات قد زادت من المنافسة وخفضت الأسعار.

وتابع: تبنى التقنيات الحديثة فى إدارة أسطول النقل وتخطيط المسارات، وتحسين استهلاك الوقود يمثل حجر الزاوية فى أى استراتيجية سليمة، وذلك لتحقيق الكفاءة التشغيلية وخفض التكاليف.

وأضاف رجب، نسعى جاهدين لتقديم خدمات نقل مبتكرة وعالية الجودة تلبى تطلعات مختلف شرائح السياح،إذ إن فهم احتياجات ومتطلبات عملائنا هو مفتاح جذب المزيد من الزوار وزيادة الإيرادات، وبالتالى المساهمة فى نمو القطاع السياحى ككل.

وأكد أن تقديم خدمات نقل سياحى متطورة وحديثة يعكس صورة إيجابية عن وجهتنا السياحية، ويساهم فى تعزيز سمعتها كوجهة عصرية وجاذبة للاستثمار. نحن نؤمن بأن الاستثمار فى التكنولوجيا وتطوير خدماتنا هو استثمار فى مستقبل السياحة فى مصر.

كريم غازي: إنشاء نظام إلكترونى خاص بالمركبات لإحكام السيطرة على تجاوزات العاملين

أيمن عبد اللطيف: توفير 500 أتوبيس كهربائى فى منطقة الأهرامات